الاثنين، 31 أغسطس 2015



قصة قصيرة..
يقلم الكاتب القاص
تيسير الغصين
ـــــــــــــــ
غياهب المجهول
عَلَى عَجَلٍ رَاحَ يُلَمْلِمُ أَقَلَّ القَلِيْلِ مِنْ حَاجِيَاتِهِ، في الوَقْتِ الذي وَقَفَتْ تَرْقُبَهُ وعَيْنَاهَا مُخَضَّبَتَانِ بِالدِّمُوْعِ، قَبَّلَ يَدَهَا ضَمَّتْهُ إلى صَدْرِهَا مُتَوَسِّلَةً بَقَاءَه، رَبَّتَ عَلى كَتِفِهَا، لا شَيْء يَدْعُوْنِي لِلْبَقَاءِ يَا أُمِي، اِصْبِر يَا بُني وسَيُفرّجُهَا اللهُ، مَا عُدُتُ أَقْوَى عَلَى احْتِمَالِ العَيْشِ هُنَا، والآنَ لا بُدَّ من الرَّحِيلِ، لا وَقْتَ لَدَيَّ.. دَعَوَاتِكِ أُمِّي..
غَابَ قَلبُهَا؛ فَالتَصَقَتْ أُذُنَاهَا بِمِذْيَاعِهِ الصَّغيْر لَعَلَّ أَخْبَارَ مَا وَرَاءِ البِحَار تَأتِيْهَا بِما يُطَمئِنُ قَلبَهَا..
نَعَقَ غُرَابٌ هَبَطَ فَوْقَ بَقَايَا جِدَارِ دَمَّرَته قَذِيْفَةٌ مُعَادِيَّةٌ، خَفَقَ قَلبُهَا، شَهَقَتْ مِنْ أَعْمَاقِهَا، انْزَلَجتْ عَلَى خَدِهَا دَمْعَةٌ كَبِيْرَةٌ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق