https://www.facebook.com/refat.rb?fref=nf
تابع الإسلام ونقد الشعر
٢_القرآن الكريم والشعر :
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الاعظم ،والرسول الأكرم ، محمد النبي الأمي ،وعلى آله وصحبه وسلم .....ويعد...
فإننا لو تتبعنا مادة الشعر أو الشعراء في القرآن الكريم ، نجد أنها وردت في ستة مواضع ،ثلاثة منها جاءت على لسان كفار مكةيصفون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر ،وبالتالي يكون القرآن الكريم _بحسب زعمهم _ شعرا ، ثم نجد موضعين بعد ذلك ينفي المولى عز وجل في أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شاعر ،وفي الموضع الآخر ينفي المولى عز وجل عن القرآن الكريم أنه قول شاعر ، ثم نجد الموضع السادس والاخير الذي يفصل فيه المولى عز وجل الشعر وحكمه من حيث الحل أو الحرمة ، والناظر في تلك المواضع ربما يفهم منها أن القرأن قد حارب الشعر ،خاصة عندما ينفي المولى عز وجل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شاعر ، لكن الأمر ليس كذلك ،ولا يجوز لأحد أن يصدر حكما في هذا الأمر إلا بعد أن يقف على سبب نزول الأيات والحكمة التي من أجلها نزلت ، وهذه الآيات هي :
١_قوله تعالى بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون )..(١)
٢_ قوله تعالى ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين )..(٢).
٣_قوله تعالى أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون )..(٣).
كانت هذه هي المواضع الثلاثة التي وصف بها كفار قريش النبي صلى الله عليه وسلم أنه شاعر .
واذا تأملنا تلك الآيات ،وتأملنا حال كفار مكة في بدء الدعوة الإسلامية ،وبداية نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ،نجد أن تلك الآيات تصف حالهم بعد ما سمعوا القرآن الكريم، وكيف كانت حالتهم من انبهار ببيانه ، وكيف كان تأثيره على عقولهم ،وسيطرته على نفوسهم ،وراحوا يتخبطون في وصفه ، ولم يثبتوا على صفة معينة له ،وحاولوا أن يعللوا أثره المزلزل في نفوسهم فعجزوا ،فما كان أمامهم إلا أن يصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر ، وليس كذلك وفقط بل نجد اوصافا بالجنون ، واوصافا للقرآن الكريم بأنه مفترى .
ولنعلم جميعا أن كفار مكة كانوا يعلمون صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ،بل لقد كانوا يلقبونه حتى قبل البعثة ،(بالصادق الأمين). ولكن حملهم كبرهم وعنادهم على عدم الإيمان بما جاء به صلى الله عليه وسلم ، ولقد حكى القرآن الكريم عنهم ،بقوله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم :(،فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ). (٤)
وليست قصة الوليد بن المغيرة بخافية على أحد
عن ابن عباس، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا. قال: لم؟ قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله.
قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا.
قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له، أو أنك كاره له.
قال: وماذا أقول؟ فوالله! ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني، ولا بأشعار الجن، والله! ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله! إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته.(٥)
قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه.
قال: فدعني حتى أفكر.
فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره من غيره. فنزل قوله تعالى :(ذرني ومن خلقت وحيدا).(٦)
فوصف الرسول بأنه شاعر ما هو إلا نوع من حرب الدعاية التي شنها الكفار على الدين الإسلامي وصاحبه صلى الله عليه وسلم ،مستغلين في ذلك على جمال النسق القرآني المؤثر ،الذي يجعل من يسمعه _من وجهة نظرهم _ يخلط بينه وبين الشعر
مما سبق يتبين لنا أن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر قد أصبح تهمة يجب أن يبرأ منها النبي ؛فكان الدفاع القرآني عن النبي وعن القرآن الكريم كمايلي :
٤_قال تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو ذكر وقرآن مبين )..(٧)
فالرسول ليس بشاعر ولا ينبغي له أن يكون كذلك ، والقرآن الكريم ذكر من المولى عز وجل ، فهو ليس بشعر ، بل هو كلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته ،المتحدى بأقصر سورة منه ،هو الحق الذي لا تشوبه شائبة ،والصدق الذي لا يخالطه كذب.
وربما يقول قائل ،طالما أن المولى عز وجل ينفي عن الرسول قول الشعر وهذا بنص قرآني ثابت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،إذا فالشعر محرم .
والرد على ذلك ، أنه كما ذكرنا سابقا يجب أن نقف على سبب نزول الأية ،الآية لم تنزل بدون سابق حادثة ، بل هي رد ونفي لتهمة الصقها كفار مكة بالنبي صلى الله عليه وسلم طعنا في شخص النبي ،وفي القرآن الكريم ،وفي الدين الإسلامي ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الشعر ويسمعه كما سنوضح لاحقا إن شاء الله عند حديثنا عن الرسول والشعر .
.
٥_قال تعالى وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون )..(٨)
دفاع عن القرآن الكريم ،فلا هو قول شاعر ،ولا قول كاهن ،بل هو منزل من عند المولى عز وجل .
وليس بعد كلام الله كلام ،وليس بعد قول الله قول ، ولكنهم كفار مكة لا يؤمنون بالله ،ولا بكتابه ،فكان لابد من أن يغالطوا ويعاندوا من النبي صلى الله عليه وسلم.
واذا نظرنا إلى الآيات السابقة نجد أنها تحدثت عن الشعر من حيث كونه فنا دون ذكر حلاله أو حرامه ،ثم تأتي الآية الآخيرة لتوضح لنا ذلك
٦_قال تعالى والشعراء يتبعهم الغاون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).(٩)
الآيه تحرم قول الشعر الذي يخالف تعاليم الإسلام فقط بدليل الاستثناء في الآيه ،فالقرآن لم يحارب الشعر وإنما حارب المناهج الضالة المنحرفة ،وعدم التأدب بآداب الدين ، كذلك حارب العصبيات والانفعالات التي لا ضابط لها ،لا من دين ولا خلق ولا عرف ،ولا تتقيد حتى بعادات وتقاليد المج يحاربه القرآن ، وكل مافعله أن أتى بأمور من شأنها تهذيب الشعر وتصفيته وتنقيته .
التخريجات:
١_سورة الأنبياء ،آية :٥٠.
٢_سورة الصافات،آية :٣٦.
٣_سورة الطور ،آية :٣٠.
٤_سورة الأنعام ،آية :٣٣.
٥_الحديث رواه الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ،وذكر ابن كثير القصة في تفسيره.
٦_سورة المدثر ،آية :١١.
٧_سورة يس،آية ٦٩.
٨_سورة الحاقة ،الآيتان :٤١،٤٢.
٩_سورة الشعراء ،الآيات ٢٢٤_٢٢٧
تمعات السوية ،بخلاف ذلك فالشعر مباح حلال لم يح
تابع الإسلام ونقد الشعر
٢_القرآن الكريم والشعر :
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الاعظم ،والرسول الأكرم ، محمد النبي الأمي ،وعلى آله وصحبه وسلم .....ويعد...
فإننا لو تتبعنا مادة الشعر أو الشعراء في القرآن الكريم ، نجد أنها وردت في ستة مواضع ،ثلاثة منها جاءت على لسان كفار مكةيصفون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر ،وبالتالي يكون القرآن الكريم _بحسب زعمهم _ شعرا ، ثم نجد موضعين بعد ذلك ينفي المولى عز وجل في أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شاعر ،وفي الموضع الآخر ينفي المولى عز وجل عن القرآن الكريم أنه قول شاعر ، ثم نجد الموضع السادس والاخير الذي يفصل فيه المولى عز وجل الشعر وحكمه من حيث الحل أو الحرمة ، والناظر في تلك المواضع ربما يفهم منها أن القرأن قد حارب الشعر ،خاصة عندما ينفي المولى عز وجل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شاعر ، لكن الأمر ليس كذلك ،ولا يجوز لأحد أن يصدر حكما في هذا الأمر إلا بعد أن يقف على سبب نزول الأيات والحكمة التي من أجلها نزلت ، وهذه الآيات هي :
١_قوله تعالى بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون )..(١)
٢_ قوله تعالى ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين )..(٢).
٣_قوله تعالى أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون )..(٣).
كانت هذه هي المواضع الثلاثة التي وصف بها كفار قريش النبي صلى الله عليه وسلم أنه شاعر .
واذا تأملنا تلك الآيات ،وتأملنا حال كفار مكة في بدء الدعوة الإسلامية ،وبداية نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ،نجد أن تلك الآيات تصف حالهم بعد ما سمعوا القرآن الكريم، وكيف كانت حالتهم من انبهار ببيانه ، وكيف كان تأثيره على عقولهم ،وسيطرته على نفوسهم ،وراحوا يتخبطون في وصفه ، ولم يثبتوا على صفة معينة له ،وحاولوا أن يعللوا أثره المزلزل في نفوسهم فعجزوا ،فما كان أمامهم إلا أن يصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر ، وليس كذلك وفقط بل نجد اوصافا بالجنون ، واوصافا للقرآن الكريم بأنه مفترى .
ولنعلم جميعا أن كفار مكة كانوا يعلمون صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ،بل لقد كانوا يلقبونه حتى قبل البعثة ،(بالصادق الأمين). ولكن حملهم كبرهم وعنادهم على عدم الإيمان بما جاء به صلى الله عليه وسلم ، ولقد حكى القرآن الكريم عنهم ،بقوله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم :(،فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ). (٤)
وليست قصة الوليد بن المغيرة بخافية على أحد
عن ابن عباس، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا. قال: لم؟ قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله.
قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا.
قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له، أو أنك كاره له.
قال: وماذا أقول؟ فوالله! ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني، ولا بأشعار الجن، والله! ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله! إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته.(٥)
قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه.
قال: فدعني حتى أفكر.
فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره من غيره. فنزل قوله تعالى :(ذرني ومن خلقت وحيدا).(٦)
فوصف الرسول بأنه شاعر ما هو إلا نوع من حرب الدعاية التي شنها الكفار على الدين الإسلامي وصاحبه صلى الله عليه وسلم ،مستغلين في ذلك على جمال النسق القرآني المؤثر ،الذي يجعل من يسمعه _من وجهة نظرهم _ يخلط بينه وبين الشعر
مما سبق يتبين لنا أن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر قد أصبح تهمة يجب أن يبرأ منها النبي ؛فكان الدفاع القرآني عن النبي وعن القرآن الكريم كمايلي :
٤_قال تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو ذكر وقرآن مبين )..(٧)
فالرسول ليس بشاعر ولا ينبغي له أن يكون كذلك ، والقرآن الكريم ذكر من المولى عز وجل ، فهو ليس بشعر ، بل هو كلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته ،المتحدى بأقصر سورة منه ،هو الحق الذي لا تشوبه شائبة ،والصدق الذي لا يخالطه كذب.
وربما يقول قائل ،طالما أن المولى عز وجل ينفي عن الرسول قول الشعر وهذا بنص قرآني ثابت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،إذا فالشعر محرم .
والرد على ذلك ، أنه كما ذكرنا سابقا يجب أن نقف على سبب نزول الأية ،الآية لم تنزل بدون سابق حادثة ، بل هي رد ونفي لتهمة الصقها كفار مكة بالنبي صلى الله عليه وسلم طعنا في شخص النبي ،وفي القرآن الكريم ،وفي الدين الإسلامي ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الشعر ويسمعه كما سنوضح لاحقا إن شاء الله عند حديثنا عن الرسول والشعر .
.
٥_قال تعالى وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون )..(٨)
دفاع عن القرآن الكريم ،فلا هو قول شاعر ،ولا قول كاهن ،بل هو منزل من عند المولى عز وجل .
وليس بعد كلام الله كلام ،وليس بعد قول الله قول ، ولكنهم كفار مكة لا يؤمنون بالله ،ولا بكتابه ،فكان لابد من أن يغالطوا ويعاندوا من النبي صلى الله عليه وسلم.
واذا نظرنا إلى الآيات السابقة نجد أنها تحدثت عن الشعر من حيث كونه فنا دون ذكر حلاله أو حرامه ،ثم تأتي الآية الآخيرة لتوضح لنا ذلك
٦_قال تعالى والشعراء يتبعهم الغاون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).(٩)
الآيه تحرم قول الشعر الذي يخالف تعاليم الإسلام فقط بدليل الاستثناء في الآيه ،فالقرآن لم يحارب الشعر وإنما حارب المناهج الضالة المنحرفة ،وعدم التأدب بآداب الدين ، كذلك حارب العصبيات والانفعالات التي لا ضابط لها ،لا من دين ولا خلق ولا عرف ،ولا تتقيد حتى بعادات وتقاليد المج يحاربه القرآن ، وكل مافعله أن أتى بأمور من شأنها تهذيب الشعر وتصفيته وتنقيته .
التخريجات:
١_سورة الأنبياء ،آية :٥٠.
٢_سورة الصافات،آية :٣٦.
٣_سورة الطور ،آية :٣٠.
٤_سورة الأنعام ،آية :٣٣.
٥_الحديث رواه الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ،وذكر ابن كثير القصة في تفسيره.
٦_سورة المدثر ،آية :١١.
٧_سورة يس،آية ٦٩.
٨_سورة الحاقة ،الآيتان :٤١،٤٢.
٩_سورة الشعراء ،الآيات ٢٢٤_٢٢٧
تمعات السوية ،بخلاف ذلك فالشعر مباح حلال لم يح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق