أنـــا والشِّعــر
شعر: عبد الحي اغباريه
شَرَّعتُ للشِّعرِ أبوَاباً مُغَلَّقَةً-- وَرُحتُ أنْشُرُ للدُّنيَا قَوافِيهِ
أُطَرِّزُ الحَرْفَ أبْيَاتاً مُنَمْنَمَةً-- وَأسْلُبُ اللُّبَّ سِحْراً فِي مَعَانِيهِ
أجُولُ فِي رَوْضِهِ نَشْوَانَ مُغْتَبِطاً-- أُغَازِلُ اللَّفظَ والمَعنَى أُنَاجِيهِ
وأعْصِرُ الفِكْرَ عِطْراً مِن أزَاهِرِهِ-- وأنظِمُ القَولَ عِقْداً مِن أقَاحِيهِ
أشْدُو لألحَانِ طَيْرٍ فِي خَمَائِلِهِ-- وَأذْرِفُ الدَّمْعَ إنْ أَنَّت سَوَاقِيهِ
أغُوصُ فِي بَحْرِهِ أجنِي لآلئَهُ-- وأَنْثُرُ النَّظْمَ دُرّاً فِي شَوَاطِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ أنِيسي حينَ يَسْكُنُنِي-- هَمٌّ عَفَا صُبحُهُ طَالَت لَيَالِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ صَدِيقِي حينَ يَغدُرُ بِي-- خِلٌّ وألمِسُ طَعْناً للوَفَا فِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ جَلِيسِي حينَ يَهْجُرُنِي-- أهْلِي وَصَحْبِي وَجَارٌ كُنتُ أُدْنِيهِ
يَا شِعرُ أنتَ رَفِيقِي حِينَ يَحمِلُنِي-- دَهرٌ عَلى سَفَرٍ تَاهَت فَيَافِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ مَلاذِي حينَ يَعصِفُ بِي-- بَحْرُ الحَيَاةِ وَقَد مَالَت صَوَارِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ صَدَى رُوحِي وكَاشِفُهَا-- وَذائِعٌ سِرَّ أسْرَارِي وَمُبْدِيهِ
وَأنتَ يَا شِعْرُ جُرحُ القَلْبِ أنزِفُهُ-- حِبْراً عَلى وَرَقٍ فَاضَت مَجَارِيهِ
وأنتَ دَمْعَةُ عَيْنٍ كُنتُ أحبِسُهَا-- وأنتَ بثٌّ لِحُزْنٍ كُنْتُ أُخْفِيهِ
وأنتَ مَرقَصُ أفرَاحِي إذَا طَرِبَت-- كالغُصْنِ تَهتَزُ بَوْحُ الرِّيحِ يَثنِيهِ
وَأنتَ طَائِرُ أحلَامِي إذَا شَطَحَت-- يَجْتَازُ مِن أجلِهَا القَاصِي وَيُدْنِيهِ
إنْ هَاجَهَا شَوْقُهَا كَانَت قَوادِمَهُ-- أو شَفَّهَا وَجْدُهَا كَانَت خَوافِيهِ
وأنتَ يَا شِعرُ سَعْدِي حِينَ يَجْمَعُنِي-- يَوْمُ بِمَن فِي عَزِيزِ الرُّوحِ أفْدِيهِ
وَحِينَ يَلْتَمُّ أولادِي وأحْضُنُهُم-- بَيْنَ الذِّرَاعَينِ ضَمّاً لَا رِيَا فِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ صِبَا شَيْخُوخَةٍ قَرُبَت-- وَأنتَ نَزوَةُ عُمْرٍ لَنْ أُعَادِيهِ
وَأنْتَ دَيْمُومَتِي إنْ جَاءَنِي أجَلٌ-- وَقَدَّرَ اللهُ أن أفْنَى فَتُحْييهِ
أنـــا والشِّعــر
شعر: عبد الحي اغباريه
شَرَّعتُ للشِّعرِ أبوَاباً مُغَلَّقَةً-- وَرُحتُ أنْشُرُ للدُّنيَا قَوافِيهِ
أُطَرِّزُ الحَرْفَ أبْيَاتاً مُنَمْنَمَةً-- وَأسْلُبُ اللُّبَّ سِحْراً فِي مَعَانِيهِ
أجُولُ فِي رَوْضِهِ نَشْوَانَ مُغْتَبِطاً-- أُغَازِلُ اللَّفظَ والمَعنَى أُنَاجِيهِ
وأعْصِرُ الفِكْرَ عِطْراً مِن أزَاهِرِهِ-- وأنظِمُ القَولَ عِقْداً مِن أقَاحِيهِ
أشْدُو لألحَانِ طَيْرٍ فِي خَمَائِلِهِ-- وَأذْرِفُ الدَّمْعَ إنْ أَنَّت سَوَاقِيهِ
أغُوصُ فِي بَحْرِهِ أجنِي لآلئَهُ-- وأَنْثُرُ النَّظْمَ دُرّاً فِي شَوَاطِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ أنِيسي حينَ يَسْكُنُنِي-- هَمٌّ عَفَا صُبحُهُ طَالَت لَيَالِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ صَدِيقِي حينَ يَغدُرُ بِي-- خِلٌّ وألمِسُ طَعْناً للوَفَا فِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ جَلِيسِي حينَ يَهْجُرُنِي-- أهْلِي وَصَحْبِي وَجَارٌ كُنتُ أُدْنِيهِ
يَا شِعرُ أنتَ رَفِيقِي حِينَ يَحمِلُنِي-- دَهرٌ عَلى سَفَرٍ تَاهَت فَيَافِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ مَلاذِي حينَ يَعصِفُ بِي-- بَحْرُ الحَيَاةِ وَقَد مَالَت صَوَارِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ صَدَى رُوحِي وكَاشِفُهَا-- وَذائِعٌ سِرَّ أسْرَارِي وَمُبْدِيهِ
وَأنتَ يَا شِعْرُ جُرحُ القَلْبِ أنزِفُهُ-- حِبْراً عَلى وَرَقٍ فَاضَت مَجَارِيهِ
وأنتَ دَمْعَةُ عَيْنٍ كُنتُ أحبِسُهَا-- وأنتَ بثٌّ لِحُزْنٍ كُنْتُ أُخْفِيهِ
وأنتَ مَرقَصُ أفرَاحِي إذَا طَرِبَت-- كالغُصْنِ تَهتَزُ بَوْحُ الرِّيحِ يَثنِيهِ
وَأنتَ طَائِرُ أحلَامِي إذَا شَطَحَت-- يَجْتَازُ مِن أجلِهَا القَاصِي وَيُدْنِيهِ
إنْ هَاجَهَا شَوْقُهَا كَانَت قَوادِمَهُ-- أو شَفَّهَا وَجْدُهَا كَانَت خَوافِيهِ
وأنتَ يَا شِعرُ سَعْدِي حِينَ يَجْمَعُنِي-- يَوْمُ بِمَن فِي عَزِيزِ الرُّوحِ أفْدِيهِ
وَحِينَ يَلْتَمُّ أولادِي وأحْضُنُهُم-- بَيْنَ الذِّرَاعَينِ ضَمّاً لَا رِيَا فِيهِ
يَا شِعْرُ أنتَ صِبَا شَيْخُوخَةٍ قَرُبَت-- وَأنتَ نَزوَةُ عُمْرٍ لَنْ أُعَادِيهِ
وَأنْتَ دَيْمُومَتِي إنْ جَاءَنِي أجَلٌ-- وَقَدَّرَ اللهُ أن أفْنَى فَتُحْييهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق