الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

أحوالُ النّاسِ في بلدي
_ ناديتُ وقلبي _ مكسورُ *** يــا ربّــي حقّــي مهـدورُ
فـاغفرْ زلاتــي وارحمنــي *** فــالقلـبُ بحزنــه معمـورُ
والنّـاسُ إلهــي في زمــنٍ *** الكـــلُّ بشـأنــهِ مغمــورُ
ما عاد النّـاسُ كمــا كانــوا *** والمصحفُ ربّـي مهجـورُ
وجهــادُ النّـــاسِ بــأمــوالٍ *** والسيفُ بغمْده مكسورُ
إلاّ إنْ كــــان علـى أهــلٍ *** وعلى الأعــداءِ فمحـذورُ
والغاصبُ يسعى في فرَحٍ *** وفسادُ القـومِ فمنشــورُ
ويقتّـلُ أهلــي عــنْ غــررٍ *** والنّــــذلُ بعــزٍّ منصـــورُ
والصالحُ يبكي مـن حَــزَنٍ *** ومنــــاهُ بـقهـــرٍ مقبــورُ
ونساءُ ديــاري فــي كبَــدٍ *** والطفلُ الفاقـدُ مذعـــورُ
وفقيـــرُ بــلادي فــي ذلٍّ *** في كــلِّ أمـــورهِ مقبـورُ
وهمــومُ النّــاسِ كأمطــارٍ *** غرقى والشـأنُ فمقعـورُ
آمـــالُ النّــاسِ كــأحــلامٍ *** والمجدُ بخــطٍ مسطــورُ
والعلمُ غيـابٌ عــنْ جيــلٍ *** إلّا فـي بعـــضٍ مقصــورُ
والجهلُ يسـودُ كممتــلكٍ *** والحكمـةُ أمــرٌ محسـورُ
والخيرُ سجينٌ في قومي *** والشّـرُ فـأمـــرٌ ميســورُ
وزهورُ بلادي قـدْ هُجِــرتْ *** والشـوكُ بغــلٍّ محفــورُ
ما عــادَ العقــلُ بمختــرعٍ *** فالعقـلُ كطُعـــمٍ منقـورُ
والحكمُ فظلمٌ يــا وطنــي *** والعـدلُ بقيــدٍ محشـورُ
ومدارُ النّاسِ علـى ظلــمٍ *** وكــأنَّ الظـالـمَ مشكـورُ
قدْ غابَ النّاسُ بـلا خمْــرٍ *** فالكـلُّ بوضـــعٍ مخمــورُ
إنَّ الميــزانَ بنـــا شـططٌ *** فـالعاقــلُ فينـــا مغــدورُ
والجاهـلُ سيـدُنــا مَــلكٌ *** كـالّلؤلـــؤِ فينـــا منثـــورُ
هـــذي الأحــوالُ بأمتنـــا *** فالعامـلُ فيهـــا مجــرورُ
فوداعـاً حقّــاً يــا وطنــي *** إنّـي في غيـرِك مسرورُ
قدْ ألقى أمري في سفَرٍ *** لكنّـــي بحــقٍّ مـقهــورُ
أشتاقُ إلـى دنيــا عــدلٍ *** لا يـظهــرُ فيهــا مغــرورُ
ليعودَ النّــاسُ إلـى أمــنٍ *** ويُضيءُ بلادي ذا النّــورُ
والحكمُ يكونُ بنـا شــرعاً *** والحاكـــمُ خــلٌّ مأجــورُ
لا تبقــى فينــــا أوهـــامٌ *** أو شــيءٌ فينــا مــوزورُ
يــــا ربّي حقّـــقْ غايتنــا *** أنتَ الوهـابُ المشكــورُ

شعر : إبراهيم بركات / القدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق