الخميس، 30 يوليو 2015


..(( الضوءُ الأخير ))
ليلُ المواجعِ ملءَ صدرِكَ عسعسا
حتـّى كأنّ رفيقَ خَـلْوتِكَ الأسَــى
نـاحَ الغريـبُ علَى ركـامِ حياتــِهِ
أمْ في وجــوهِ العابرينَ تفرَّسـا ؟
يا ليتَ تفقهُ يا ـ مِدادُ ـ نحيبَــهُ
فتكونَ وحدَكَ،أنتَ وحدَكَ ،مؤنسا
يا لَـلْغريبِ ، يقولُ : قيثاري " متَى "!
والمُـوجَعونَ الشُّعثُ شاطِئُهم "عسىَ"
إنْ كانَ نَـوّارُ الحديقـةِ غائـِباً
فلسوفَ يصبحُ كلُّ رحْبٍ مَحبِسا
أشكو الحروفَ لمَنْ ، وليس معذّبٌ
بالحـرفِ إلّا كانَ أعمَـى أخـرسَا ؟
ذبحتْهُ كفُّ الذكرياتِ وما غفَــا
وجفاهُ ياقوتُ البحارِ وما رسَـا
إنْ تبلغِ الخــلَّ البعيدَ فقلْ لهُ :
ما أحزنَ الرجلَ الغريبَ وأتعسَا !
كانتْ عهودٌ في الإخاءِ ، فَمَالـَهُ
نقضُوا عهوداً في الإخاءِ وقدَّسَا !.
بينِي وبينَكَ ألْفُ ألْفِ فجيعةٍ
وكأنَّمــا الضــّوءُ الأخيرُ تقوَّسَـا
في غربتَيْنِ رأيتُ وجهَكَ خاشعاً
ورأيتَ وجهِي خائِفاً مُـتوجِّسَـا
أشطارُ حُلميْـنَا تُذَهِّـبُ عالماً
لكنَّ موعــِدَنا يُحَـرِّق نورَسَـا
قالوا : الحدائقُ قارئاتُ حروفِهم
وخَشِيتُ تذبحُ ـ حينَ تذبحُ ـ نَرجَسَا
يا شِعرُ ، شكوَى نازِحيْنِ عصيبةٌ
أنقولُ : صبحٌ في الرِّحابِ تنفّسا ؟
تسعونَ موتاً ، ثمَّ تضحكُ وردةٌ
وقفَتْ علَى بابِ الرجاءِ لِتَحرُسِا ؟
تسعونَ خوفاً ، ثمَّ يختمْ شِعرَهُ..
بالهمسِ ،مَنْ بدأَ الكلامَ لِيهْمِسَا
تسعونَ آهةَ واقفيْنِ علَى شَفَا..
يستغـفِـرانِ رجــَاءَ ألَّـا يجلِسـا
تسعونَ نَـبْـتَةَ خائِفيْنِ ، فلا أنا
فمُـهُ لِأنطـقَ ، أو يـداهُ لِأغـرِسَا
في كلِّ منفِـيَّيْنِ نحنُ حكايةٌ
كانتْ قتـَاداً منذُ كانتْ سندسَا.
بقلمي .. عمرو محمد فوده ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق