الخميس، 30 يوليو 2015

لَمَّا  حَيَّرَتْ  عَقْلِي  مَعَاكَ 
نَظَرْتُ مَرَّةً إِلَى كُتُبِكَ المَوْجُودَةُ فِي مَكْتَبَتِكَ
قُلْتُ كَـمْ عَامٌ عَاشَ يَا مَكْتَبَةُ وَهُوَ يَقْرَأُ كُتُبَكِ

وَأَذْهَلَنِي صَبْرُكَ عَلَى كثرة سَفَرِكَ وَغُرْبَتِكْ
وَسَنَوَاتٌ مِـــنْ عُمْرُكَ أَنْفَقَتْهَا فِي سفريتكْ

وَرَضِيتِ مِـــــنْ أَجْلِ العِلْمِ أَنْ تَتَغَرَّبَ مَعَ خيالاتكْ
وَتُغَيَّبُ سَنَوَاتٌ وَرَاءَ التَّحْصِيلِ بِصَبْرٍ عَلَى أَحْلَامِكْ

وَقُلْتَ هَلْ هُـوَ وَجِدْ وَقْتًا يَوْمًا لِلحُبْ
وَهَلْ دَقَّ فِي صَدْرِهِ مَرَّةَ ذَلِكَ القَلْبْ

وَقَالَ لِي مرة أَتْعَبَتْنِي الغُرْبَةُ وَأَتْعَبَنِي التَّرْحَالْ
الم يَحِنُّ بَعْدَ الوَقْتِ لِأَسْتَرِيحَ مِـــنْ هَذَا الحَالْ

وَمَعَ اِنْشِغَالِكَ رَأَيْتَ دَوَاوِينَ شَعْرٍ فِي المَكْتَبَةْ
وقصصاً لِكَثِيرٍ مِـــنْ الأُدَبَاءِ وكأني أَمَامَ مَلْحَمَةْ

وإسطوانات مُوسِيقَي لموتســـــارت وَبِيتْهُوفِن وَشُو بَانْ
ونسجيلات لِكُلِّ المُوسِيقَى العَرَبِيَّةَ فِي كُلِّ مكان وزَمَانْ

ضَحِكْتُ مِــــنْ وُجُودِ العِلْمِ بِجَانِبِ دَوَاوِينِ الخَيَالْ
وَقُلْتُ يَبْدُو أَنَّ هَذَا حَالَ غَيْرٍ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ حَالْ

أحقاً يُمْكِـــنُ لِلعُلَمَاءِ أَنَّ يَجْمَعُونَ بَيْنَ الفَنِّ وَالعِلْمْ
وَالاِثْنَانِ مُخْتَلِفَانِ كُلُّ الاِخْتِلَافِ فِي التَّفْكِيرِ وَالحُلْمْ

وَهَلْ يَسْتَقِيمُ الحَالُ إِذَا اِجْتَمَعَ مَعًا المَاءُ وَالنَّارْ
لَا أَظُنُّ أَنْ أَفْهَـــمَ بِسُهُولَةٍ وَيُصْبِحُ المَرْءُ محتارْ

وَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَعِيشَ إِنْسَانٌ مَعَ عِلْمٍ وَفَنْ
وَسَأَلْتُكَ قُلْـــتُ هَكَذَا النَّاسَ بِغُرَابِهِ لَا تَظُنْ
.
يَعْتَقِدُ البَعْضُ أَنَّ العُلَمــــــاءَ أَبَدًا أَسِيرَةٌ فَقَطْ لِلعِلْمْ
وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ الفُنُونَ هِيَ الجَنَاحُ الثَّانِي لِأَيِّ حُلْمْ

وَالحَقِيقَةُ أَنَّ العِلْمَ هَامٌّ. لِتَطْوِيرٍ أَيُّ زَّمَانْ
أَمَّا الفَنُّ فَهُوَ لِلَفِّهِمْ وَلِلعَيْشِ مَـــــعَ الأَيَّامْ
   أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق