السبت، 27 يونيو 2015

الشاعر عمرو فوده
(( عاشقان ))
قولي لكـلِّ غريبٍ هـدَّهُ التعـبُ
" بيني وبينَكِ مِنْ أوجاعِنا حُـجُبُ "
إذا رأيْنا حياضَ الزهرِ ضاحكــةً
فنحنْ دونَ حياضِ الزهرِ ننْـتَحِبُ
مهما تكُنْ صادقاً يا حُلمَ قصّتِنا
فكلُّ شــيءٍ أردْنَـا بَـدْءهُ كَذِبُ
لا تطلبي هانئاً يا شمسَ حارتِنا
فإنما صاحِبَاناَ الحزنُ والسَّـغَبُ
سألْتِ عنْ شُعراءِ الحيِّ ،،قد نسِيَتْ
كـلُّ الحـدائقِ ما قـالوا وما كتبـُوا
يا كَمْ سطرْتُ على الجُدرانِ "أعشقُها"
كـأَنْ تقَـاطَـرَ مِـمَّـا حولَــهَا ذَهَــبُ
يَـدٌ مَـحَتْهَـا ولَـمَّا تـدْرِ فـَاتِـنَتي
أنَّ الحروفَ قلوبٌ ليس تضطَرِبُ
وكيفَ قدْ حدَّثوا عن عاشِقَىْ زمــنٍ
من قَبلِ صمتِهما الدمْعاتُ تنسكبُ ؟
مِنْ أَخْرَسَيْنِ ، وبَعضُ البوْحِ متَّـهمٌ
لِنَـاطِقيْنِ ، وسُورُ السِّجــنِ مُرتَـقِبُ
جميلــةٌ .. لبلادِ الحزنِ عائـــِدةٌ
وعاشقٌ .. بهمومِ الشِّعرِ مُغترِبُ
في كلّ شَطريْنِ من أوجاعِ حزنِهما
لا يسْكُنُ الهــَمُّ أو لا يُطفَـأُ الَّلهبُ
يا شاعراً فـَقِهَ السَّجّانُ دمعتَـهُ
وأَهـْوَنُ القوْلِ فيها أنّها نَصَـبُ
لا تبْكِ عيناكَ دونَ الحبِّ قافيةً
فشهْرزادُ إلـَى عينيـْكَ تنتسِبُ
وَهبْتَ ـ فيما وهبْت ـَ الشِعرَ أَجْمَعَهُ
ولا تزالُ شقيـــّاً بالـــذي تَـهَــبُ
رأيـتَ ريحانَ كفّّيْـهَـا فقـلْـتَ لـَهُ :
" تأويلُ رؤيَـاىَ يا ريـحانَـهَا رِيَبُ"
لكلِّ حزْنيْـنِ من أحزانِ حبِّـكُـمـَا
أنّ النهــَارَ وراءَ الجُرحِ مُحـْتَجِبُ
الضـوءُ أبعـدُ ما نرجـوهُ مِـنْ هبـةٍ
وكانَ قبْلُ علَى اسْمِ الهمْسِ يقتربُ
ميراثُ أصحابِـنا مِـنَّا قصائِـدُنَـا
فلو سكتْـنَا لقالوا : إنَّـهَا شُـهُبُ
لا تسألوا حُزنَ مقبُوريْنِ مَعذِرةً
الياسَـمِينُ علَى قبريْنِ يحتَـسِبُ
بقلمي .. عمرو محمد فوده ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق