يوميات العيد ( 1 )
_______
النور يشرق قادماً بعد غياب طويل ، الحياة تتسلل إلى الأرض خائفة ، أول ما يلاقني ابتسامة أنثى تحملت أعباء وأعباء ، تستشرف عيناي الأفق الممتلئ بامواج الروح ، أطلق ضحكة مختلفة ، ترتدي أطرافي الثياب المستجدة ، طفلي الصغير يصر على مرافقي في تلك الرحلة ، الطريق الترابية تغني أناشيد الفرح ، الغبار اليوم ذو طعم جميل ، تقطع السيارة الطريق الترابي ، تركب الدرب المعبد حديثاً بأناقة تحتفظ بعذريته الأزلية ، الأغنام تنتشر على حوافه دونما خوف ، الكلاب تلتمس ودا من راحلتي ، الجار يسابق الزمن ليصل بالموعد ، تعرجات الدرب تفرض السير ببطء يزيد الرونق ألقا ، الأيدي لاتهبط وهي تؤدي التحية ترافقها الابتسامة ، يحط الموكب رحاله أمام المسجد العتيق ، الجموع تستعجل الخروج ، حلة قشيبة في أرجاءه ، في الطرف الآخر تلك المقبرة الأثرية الوادعة كانت تنتظر ، مرتدية أحلى ثوب منذ عام مضى ، الأموات يتوافدون بسخاء ، التلاقي المنتظر يكتوي بنيران وحرارة الأشواق المتوالدة من أنفس صادقة ، القبلات تتناثر بلا هوادة ، الوجوه كلها مألوفة جداً ، تتشكل حلقات دائرية دون تحضير مسبق ، ذكريات الراحلين تعج بالحناجر ، وضعت آخر قضيب أخضر والتحقت بالدائرة ، الشيخ الذي مازال غضا يدس بعض الليرات في جيبه فرحا ، على ضفة المقبرة راعي مع كتيبة الأغنام ينتظر رحيل الجموع ! ، ساعة من الزمن الجميل تمر وكأنها ثوان فقط ، النزول يعلن عن نفسه ذلك الصباح ، مازال الفرح يسيطر على الأجواء ، الوجوه كلها مألوفة للغاية ، حتى الحجارة أعرفها بالاسم ، تدور العجلات في استدارة جديدة ، لاواجه دروب القرية الحالمة بكل شيء ، ممتلئة بالصغار يلهون دون هدى ، الرجال تتوافد طوابيرا ، الباعة الجوالين يصرخون بأصواتهم المحببة ، مازال كل شيئ مألوفا ، الرحلة الصباحية تكابد آلام النهاية ، وجه الام المشرق ينثر الحب على جنبات حياتي ، لتبدأ بعد قليل حلقة خاصة من برنامج هذا اليوم ، نظرت من حولي فجأة ، الوجوه لا تشبه الوجوه ، الأطفال ليست كالأطفال ، اختفت الضحكات والابتسامات ، اختفت الدرب الترابية العذراء ، حتى النور لم يعد كما عهدته ذات صباح ، اختفت الأغنام مع صديقها الراعي ، الغبار تبدل طعما يثير الاشمئزاز ، الأصوات المألوفة أمست في ذاكرة التاريخ ، الدموع تبكي نفسها ربما للمرة الأولى ، تنهيدة طويلة طويلة ، الوجع يتراقص في كل مكان ، يزداد انسكاب الدموع الباردة ، أشحت بوجهي نحو السماء ، في مثل هذا اليوم .......
_________
وليد.ع.العايش
_______
النور يشرق قادماً بعد غياب طويل ، الحياة تتسلل إلى الأرض خائفة ، أول ما يلاقني ابتسامة أنثى تحملت أعباء وأعباء ، تستشرف عيناي الأفق الممتلئ بامواج الروح ، أطلق ضحكة مختلفة ، ترتدي أطرافي الثياب المستجدة ، طفلي الصغير يصر على مرافقي في تلك الرحلة ، الطريق الترابية تغني أناشيد الفرح ، الغبار اليوم ذو طعم جميل ، تقطع السيارة الطريق الترابي ، تركب الدرب المعبد حديثاً بأناقة تحتفظ بعذريته الأزلية ، الأغنام تنتشر على حوافه دونما خوف ، الكلاب تلتمس ودا من راحلتي ، الجار يسابق الزمن ليصل بالموعد ، تعرجات الدرب تفرض السير ببطء يزيد الرونق ألقا ، الأيدي لاتهبط وهي تؤدي التحية ترافقها الابتسامة ، يحط الموكب رحاله أمام المسجد العتيق ، الجموع تستعجل الخروج ، حلة قشيبة في أرجاءه ، في الطرف الآخر تلك المقبرة الأثرية الوادعة كانت تنتظر ، مرتدية أحلى ثوب منذ عام مضى ، الأموات يتوافدون بسخاء ، التلاقي المنتظر يكتوي بنيران وحرارة الأشواق المتوالدة من أنفس صادقة ، القبلات تتناثر بلا هوادة ، الوجوه كلها مألوفة جداً ، تتشكل حلقات دائرية دون تحضير مسبق ، ذكريات الراحلين تعج بالحناجر ، وضعت آخر قضيب أخضر والتحقت بالدائرة ، الشيخ الذي مازال غضا يدس بعض الليرات في جيبه فرحا ، على ضفة المقبرة راعي مع كتيبة الأغنام ينتظر رحيل الجموع ! ، ساعة من الزمن الجميل تمر وكأنها ثوان فقط ، النزول يعلن عن نفسه ذلك الصباح ، مازال الفرح يسيطر على الأجواء ، الوجوه كلها مألوفة للغاية ، حتى الحجارة أعرفها بالاسم ، تدور العجلات في استدارة جديدة ، لاواجه دروب القرية الحالمة بكل شيء ، ممتلئة بالصغار يلهون دون هدى ، الرجال تتوافد طوابيرا ، الباعة الجوالين يصرخون بأصواتهم المحببة ، مازال كل شيئ مألوفا ، الرحلة الصباحية تكابد آلام النهاية ، وجه الام المشرق ينثر الحب على جنبات حياتي ، لتبدأ بعد قليل حلقة خاصة من برنامج هذا اليوم ، نظرت من حولي فجأة ، الوجوه لا تشبه الوجوه ، الأطفال ليست كالأطفال ، اختفت الضحكات والابتسامات ، اختفت الدرب الترابية العذراء ، حتى النور لم يعد كما عهدته ذات صباح ، اختفت الأغنام مع صديقها الراعي ، الغبار تبدل طعما يثير الاشمئزاز ، الأصوات المألوفة أمست في ذاكرة التاريخ ، الدموع تبكي نفسها ربما للمرة الأولى ، تنهيدة طويلة طويلة ، الوجع يتراقص في كل مكان ، يزداد انسكاب الدموع الباردة ، أشحت بوجهي نحو السماء ، في مثل هذا اليوم .......
_________
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق